التّفسير
إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً:
هذه الآيات - محلّ البحث - كالآيات المتقدّمة، تبحث موضوع نفي عقائد المشركين.
فتقول أوّلها: (إنّ الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الاُنثى)!
أجل، إنّ هذا الكلام القبيح والمخجل إنّما يصدر من اُناس لا يعتقدون بيوم الحساب ولا بجزاء أعمالهم، فلو كانوا يعتقدون بالآخرة لما تجاسروا فقالوا مثل هذا الكلام، وأي كلام؟! كلام ليس لهم فيه أدنى دليل .. بل الدلائل العقليّة تبرهن على أنّه ليس لله من ولد، وليس الملائكة اُناثاً، ولا هم بنات الله كذلك!
والتعبير بـ "تسمية الاُنثى" إشارة إلى ما نوّهنا عنه في الآيات المتقدّمة، وهو أنّ مثل هذا الكلام لا معنى له.
وإنّ هذه الأسماء لا مسميّات لها، وبتعبير آخر إنّها لا تعدو حدود التسمية، ولا واقع لها أبداً.
﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ﴾ أي كل فرد منهم ﴿تَسْمِيَةَ الْأُنثَى﴾ لقولهم بنات الله.