التّفسير
لا تزكّوا أنفسكم:
لمّا كان الكلام في الآيات المتقدّمة عن علم الله بالضالّين والمهتدين، فإنّ الآيات أعلاه تتمّة لما جاء آنفاً، تقول: (ولله ما في السماوات وما في الأرض).
فالمالكية المطلقة في عالم الوجود له وحده، والحاكمية المطلقة على هذا العالم له أيضاً، ولذلك فإنّ تدبير عالم الوجود بيده فحسب.
ولمّا كان الأمر كذلك فهو وحده الجدير بالعبادة والشفاعة!
إنّ هذفه الكبير من هذا الخلق الواسع ليتألّف الإنسان في عالم الوجود وليسير في مسير التكامل في ضوء المناهج التكوينية والتشريعيّة وتعليم الأنبياء وتربيتهم، لذلك فإنّ القرآن يذكر نتيجة هذه المالكية فيختتم الآية بالقول: (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)(1).
ثمّ يصف القرآن المحسنين في الآية التالية فيقول: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلاّ اللمم).
﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ ملكا وخلقا ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا﴾ تعليل لما دل عليه ما قبله ﴿وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ المثوبة الحسنى أي الجنة أو بسبب أعمالهم الحسنى.