التّفسير
ألا تكفي دروس العبرة هذه؟!
هذه الآيات - كالآيات المتقدّمة - تستكمل المسائل المذكورة في الصحف الاُولى وما جاء في صحف إبراهيم وموسى.
وكانت الآيات المتقدّمة قد ذكرت عشر مسائل ضمن فصلين:
الأوّل: كان ناظراً إلى مسؤولية كلّ إنسان عن أعماله.
الثاني: ناظر إلى إنتهاء جميع الخطوط والحوادث إلى الله سبحانه! أمّا الآيات محلّ البحث فتتحدّث عن مسألة واحدة - وإن شئت قلت - تتحدّث عن موضوع واحد ذلك هو مجازاة أربع اُمم من الاُمم المنحرفة الظالمة وإهلاكهم، وفي ذلك إنذار لاُولئك الذين يلوون رؤوسهم عن طاعة الله ولا يؤمنون بالمبدأ والمعاد(1).
فتبدأ الآية الاُولى من الآيات محلّ البحث فتقول: (وأنّه أهلك عاداً الاُولى)وصف عاد بـ "الاُولى" إمّا لقدمها حتّى أنّ العرب تطلق على كلّ قديم أنّه "عاديّ" أو لوجود اُمّتين في التاريخ باسم "عاد" والاُمّة المعروفة التي كانت نبيّها هود (ع)تُدعى بـ "عاد الاُولى"(2).
﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى﴾ هم قوم هود أبوهم عاد بن عوض والأخرى عقبهم أو قوم صالح.