التّفسير
اسجدوا له جميعاً:
تعقيباً على الآيات المتقدّمة التي كانت تتحدّث عن إهلاك الاُمم السالفة لظلمهم، تتوجّه هذه الآيات - محلّ البحث - إلى المشركين والكفّار ومنكري دعوة النّبي (ص) فتخاطبهم بالقول: (هذا نذير من النذر الاُولى) أي النّبي أو القرآن نذير كمن سبقه من المنذرين.
وقوله عن "القرآن أو النّبي "هذا نذير من النذر الاُولى" يعني أنّ رسالة محمّد وكتابه السماوي لم يكن (أي منهما) موضوعاً لم يسبق إليه، فقد أنذر الله اُمماً بمثله في ما مضى من القرون، فعلام يكون ذلك مثار تعجّبكم؟
وقال بعض المفسّرين إنّ المراد من (هذا نذير) هو الإشارة إلى الإخبار الوارد في الآيات المتقدّمة عن نهاية الاُمم السالفة، لأنّ هذا الإخبار بنفسه نذير أيضاً، إلاّ أنّ التّفسيرين السابقين أنسب كما يبدو.
﴿هَذَا﴾ الرسول أو القرآن ﴿نَذِيرٌ﴾ منذر أو إنذار ﴿مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾ من جنس المنذرين المتقدمين أو الإنذارات المتقدمة.