التّفسير
يوم البعث والنشور:
تأتي هذه الآيات لتواصل البحث عن الكفّار الذين كذّبوا الرّسول (ص) ولم يذعنوا للحقّ حيث أعرضوا عن جميع المعاجز التي شاهدوها.
والآيات أعلاه تشرح حال هؤلاء الأفراد وموضّحة المصير البائس الذي ينتظر هؤلاء المعاندين في يوم القيامة.
يقول سبحانه إنّ هؤلاء لم يعدموا الإنذار والإخبار، بل جاءهم من الأخبار ما يوجب إنزجارهم عن القبائح والذنوب: (ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر) وذلك ليلقي عليهم الحجّة.
وبناءً على هذا فلا يوجد نقص في تبليغ الدعاة الإلهيين، وما يوجد من نقصان أو خلل يكمن فيهم، حيث ليس لديهم روح تواقة لمعرفة الحقّ ولا آذان صاغية، ونفوسهم متنكّبة عن التقوى والتدبّر في الآيات الإلهية.
والقصد من "الأنباء" الإخبار عن الاُمم والأقوام السابقة الذين هلكوا بألوان العذاب المدمّر الذي حلّ بهم، وكذلك أخبار يوم القيامة وجزاء الظالمين والكفّار، حيث اتّضحت كلّ تلك الأخبار في القرآن الكريم.
﴿وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾ ازدجار.