ويضيف الباريء عزّوجلّ بقوله: (نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر)(5).
إنّ لوطاً (ع) قد أتمّ الحجّة على قومه قبل أن ينزل البلاء عليهم، حيث يوضّح الله سبحانه هذه الحقيقة فيقول تعالى: (ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر).
(بطش) على وزن (فرش) وتعني في الأصل أخذ الشيء بالقوّة، ولأنّ المجرم لا يؤخذ إلاّ بالقوّة ليلقي جزاءه، لذلك فإنّها تعني المجازاة.
(تماروا) من (تمارى) بمعنى محادثة طرفين لإيجاد الشكّ وإلقاء الشبهة مقابل الحقّ، فهؤلاء سعوا بطرق مختلفة إلى إلقاء الشكوك والشبهات بين الناس لإبطال تأثير إنذارات هذا النّبي العظيم "لوط" (ع).
﴿نِعْمَةً﴾ علة لنجينا أي إنعاما ﴿مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ﴾ الجزاء ﴿نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ نعمتنا بالإيمان والطاعة