التّفسير
بعد صدور الأمر العام إِلى المسلمين بالجهاد والإِستعداد لمقابلة العدوّ في الآية السابقة تبيّن هاتان الآيتان موقف المنافقين من الجهاد، وتفضح تذبذبهم، فهم يصرّون على الإِمتناع عن المشاركة في صفوف المجاهدين في سبيل الله... (وإِن منكم لمن ليبطّئن(1)...).وحين يعود المجاهدون من ميدان القتال أو حين تصل أنباء معاركهم، فإِن كان قد أصابهم مكروه في قتالهم يتحدث المنافقون بابتهاج بأنّ الله قد أنعم عليهم نعمة كبيرة إِذ لم يشاركوا المجاهدين في ذلك القتال، ويفرحون لعدم حضورهم في مشاهد الحرب الرهيبة (فإِن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله عليّ إِذ لم أكن معهم شهيداً...).
﴿وَإِنَّ مِنكُمْ﴾ أي من عدكم أيها المؤمنون ﴿لَمَن﴾ اللام للابتداء دخلت على اسم إن للتأكيد ﴿لَّيُبَطِّئَنَّ﴾ ليتثاقلن ويتأخرن عن الجهاد وهم المنافقون ﴿فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ﴾ كقتل أو هزيمة ﴿قَالَ﴾ المبطىء ﴿قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا﴾ حاضرا فأصاب.