ويضيف سبحانه في وصف جهنّم وعذابها المؤلم الشديد حيث يقول: (ويطوفون بينها وبين حميم آن).
"آن" و "آني" هنا بمعنى الماء المغلي وفي منتهى الحرارة والإحراق، وفي الأصل من مادّة (إنا) على وزن (رِضا) بمعنى الوقت لأنّ الماء الحارق وصل إلى وقت ومرحلة نهائية.
وبهذه الحالة فإنّ المجرمين يحترقون وسط هذا اللهيب الحارق لنار جهنّم، ويظمأون ويستغيثون للحصول على ماء يروي ظمأهم، حيث يعطى لهم ماء مغلي (أو يصبّ عليهم) ممّا يزيد ويضاعف عذابهم المؤلم.
ويستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ (عين حميم) الحارقة تكون بجنب جهنّم، ويلقى فيها من يستحقّ عذابها ثمّ في النار يسجرون، قال تعالى: (يسحبون في الحميم ثمّ في النار يسجرون).(9)
والتعبير بـ (يطوفون بينها وبين حميم آن) في الآية مورد البحث، يتناسب أيضاً مع هذا المعنى.
﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا﴾ يصلونها ﴿وَبَيْنَ حَمِيمٍ﴾ ماء حار ﴿آنٍ﴾ متناه في الحرارة.