وفي نهاية هذا البحث يقول عزّوجلّ: (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان)(5).
وهل ينتظر أن يجازى من عمل عملا صالحاً في الدنيا بغير الإحسان الإلهي؟
وبالرغم من أنّ بعض الرّوايات الإسلامية فسّرت "الإحسان" في هذه الآية بالتوحيد فقط، أو التوحيد والمعرفة، أو الإسلام.
إلاّ أنّ الظاهر أنّ كلّ واحد في هذه التفاسير هو مصداق لهذا المفهوم الواسع الذي يشمل كلّ إحسان في العقيدة والقول والعمل.
جاء في حديث للإمام الصادق (ع) أنّه قال: "آية في كتاب الله مسجّلة.
قلت: وما هي؟ قال: قول الله عزّوجلّ: (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان) جرت في الكافر والمؤمن والبرّ والفاجر، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافىء به، وليس المكافأة أن تصنع كم صنع حتّى تربي، فإن صنعت كما صنع كان له الفضل في الإبتداء"(6).
وبناء على هذا فالجزاء الإلهي في يوم القيامة يكون أكثر من عمل الإنسان في هذه الدنيا.
وذلك تماشياً مع الإستدلال المذكور في الحديث أعلاه.
﴿هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ﴾ في العمل ﴿إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ بالثواب.