وعلى كلّ حال فإنّ الحشر لا يقترن بتغيير الكائنات فحسب، بل إنّ البشر يتغيّر كذلك كما يقول سبحانه في الآية اللاحقة (خافضة رافعة)(3).
أجل، انّها تذلّ المستكبرين المتطاولين، وتعزّ المحرومين المؤمنين وترفع المستضعفين الصادقين بعض يسقط إلى قاع جهنّم، وبعض آخر إلى أعلى عليين في الجنّة.
وهذه هي خاصية المبادىء الإلهيّة العظيمة.
ولذلك نقرأ في رواية الإمام علي بن الحسين (ع) في تفسير هذه الآية أنّه قال: "خافضة خفضت والله أعداء الله في النار، رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنّة"(4).
﴿خَافِضَةٌ﴾ لقوم بدخول النار ﴿رَّافِعَةٌ﴾ لآخرين بدخولهم الجنة أو تزيل الأشياء من مقارها فتنثر الكواكب وتسير الجبال في الجو