وحول القسم الأوّل يحدّثنا القرآن الكريم بقوله: (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة)(5).
المقصود من أصحاب الميمنة هم الأشخاص الذين يعطون صحيفة أعمالهم بأيديهم اليمنى، وهذا الأمر رمز لأهل النجاة، ودليل الأمان للمؤمنين والصالحين في يوم القيامة، كما ذكر هذا مراراً في الآيات القرآنية.
أو أنّ كلمة (ميمنة) من مادّة (يمن) التي أخذت من معنى السعادة، وعلى هذا التّفسير فإنّ القسم الأوّل هم طائفة السعداء وأهل الحبور والسرور.
وبالنظر إلى أنّ الآية اللاحقة تعرّف المجموعة الثانية بـ (أصحاب المشئمة)والتي هي مأخوذة من مادّة (شؤم) فإنّ التّفسير الأخير هو الأنسب(6).
عبارة "ما أصحاب الميمنة" هو بيان حقيقة السعادة التي ليس لها حدّ ولا يمكن تصوّرها لهؤلاء المؤمنين، وهذه قمّة الروعة في الوصف لمثل هذه الحالات، ويمكن تشبيه ذلك بقولنا: فلان إنسان يا له من إنسان!
﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ فأرباب اليمن والسعادة أو المنزلة الرفيعة أو الذين يعطون كتبهم بأيمانهم مبتدأ خبره ﴿مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ ربط بإعادة الظاهر.