يتبيّن ذلك في قوله تعالى: (فشاربون عليه(2) من الحميم فشاربون شرب الهيم).
إنّ البعير الذي يبتلى بداء العطش فإنّ شدّة عطشه تجعله يشرب الماء باستمرار حتّى يهلك، وهذا هو نفس مصير (الضالّون المكذّبون) في يوم القيامة.
"حميم": بمعنى الماء الحارّ جدّاً والحارق، وتطلق عبارة (وليّ حميم) على طبيعة العلاقة الصادقة الوديّة الحارّة، و "حمّام" مشتقّ من نفس المادّة أيضاً.
(هيم) على وزن (ميم) جمع هائم، وإعتبرها البعض جمع أهيم وهيماء، وهي في الأصل من (هيام) على وزن (فرات) بمعنى مرض العطش الذي يصيب البعير، ويستعمل هذا التعبير للعشق الحادّ أو للعشّاق الذين لا يقرّ لهم قرار.
ويعتبر بعض المفسّرين أنّ معنى (هيم) هي الأراضي الرملية والتي كلّما سقيت بماء تسرّب منها فتظهر الظمأ دائماً.
﴿فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ﴾ على الزقوم ﴿مِنَ الْحَمِيمِ﴾ لشدة العطش.