وفي آخر آية - مورد البحث - يشير سبحانه إلى طبيعة مأكلهم ومشربهم في ذلك اليوم حيث يقول: (هذا نزلهم يوم الدين).
فأين نزلهم ونزل أصحاب اليمين الذين ينعمون بالإستقرار في ظلال الأشجار الوارفة، ويتناولون ألذّ الفواكه وأطيب الأطعمة، وأعذب الشراب الطهور، ويطوف حولهم الولدان المخلّدون وحور العين، وهم سكارى من عشق الباريء عزّوجلّ؟
أين اُولئك؟ وأين هؤلاء؟
مصطلح (نزل) كما قلنا سابقاً بمعنى الوسيلة التي يكرمون بها الضيف العزيز، وتطلق أحياناً على أوّل طعام أو شراب يؤتى به للضيوف، ومن الطبيعي أنّ أهل النار ليسوا ضيوفاً، وأنّ الزقّوم والحميم ليس وسيلة لضيافتهم.
بل هو نوع من الطعن فيهم، وأنّه إذا كان كلّ هذا العذاب هو مجرّد إستقبال لهم، فكيف بعد ذلك سيكون حالهم؟
﴿هَذَا نُزُلُهُمْ﴾ ما هيأ لهم ﴿يَوْمَ الدِّينِ﴾ يوم الجزاء