وفي ثالث وصف له يقول سبحانه: (لا يمسّه إلاّ المطهّرون)(3).
ذكر الكثير من المفسّرين - تماشياً مع بعض الرّوايات الواردة عن الأئمّة المعصومين - بعدم جواز مسّ (كتابة) القرآن الكريم بدون غسل أو وضوء.
في الوقت الذي إعتبر بعض آخر أنّها إشارة إلى الملائكة المطهّرين الذين لهم علم بالقرآن، ونزلت بالوحي على قلب الرّسول (ص) في مقابل قول المشركين الذين كانوا يقولون: إنّ هذه الكلمات قد نزلت بها الشياطين على محمّد (ص).
كما إعتبر بعضهم أنّها إشارة إلى أنّ الحقائق والمفاهيم العالية في القرآن الكريم لا يدركها إلاّ المطهّرون، كما في قوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين).(4)
وبتعبير آخر فإنّ طهارة الروح في طلب الحقيقة تمثّل حدّاً أدنى من مستلزمات إدراك الإنسان لحقائق القرآن، وكلّما كانت الطهارة والقداسة أكثر كان الإدراك لمفاهيم القرآن ومحتوياته بصورة أفضل.
إنّ التفاسير الثلاثة المارّة الذكر لا تتنافى مع بعضها البعض أبداً ويمكن جمعها في مفهوم الآية مورد البحث.
﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ من الحدث أو الكفر