ثمّ تهتم الآيات بالجانب القضائي للمسألة فتقول: (لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء) أي لماذا لم تطلبوا منهم الإيتان بأربعة شهود. (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون).
إنّ هذه الملامة تبيّن أن الحكم بأداء أربعة أشخاص لشهادتهم، وكذلك حد القذف في حالة عدمه قد نزل قبل الآيات التي تناولت حديث الإفك.
وأمّا الجواب عن سؤال: كيف لم يقدم النبي(ص) على تنفيذ هذا الحدّ؟ فإنّه واضح، لأنّه(ص) لم يقدم على شيء ما لم يسند من قبل الناس، فالتعصب القبلي قد يؤدي إلى مقاوة سلبية لبعض أحكام الله ولو بصورة مؤقتة، وقد ذكر المؤرخون أنّ الأمر كان هكذا في هذه القضية.
﴿لَوْلَا﴾ هلا ﴿جَاؤُوا﴾ أي العصبة ﴿عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء﴾ شاهدوه ﴿فَإِذْ﴾ فحين ﴿لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ﴾ في حكمه ﴿هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ انتهى المقول.