والآية اللاحقة تتحدّث عن إستعراض زمان وقوع العذاب الاُخروي عليهم حيث يقول عزّوجلّ: (يوم يبعثهم الله جميعاً فينبّئهم بما عملوا)(2) نعم (أحصاه الله ونسوه).
ولذا فعندما تقدّم لهم صحيفة أعمالهم يصرخون: (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها)(3).
وهذا بحدّ ذاته عذاب مؤلم، لأنّ الله تعالى يذكّرهم بذنوبهم المنسيّة ويفضحهم في مشهد الحشر أمام الخلائق.
وفي نهاية الآية يقول الباريء سبحانه: (والله على كلّ شيء شهيد).
وهذه في الحقيقة بمثابة الدليل على ما ورد في الجملة السابقة، فانّ حضور الله سبحانه في كلّ مكان وفي كلّ زمان وفي الداخل والخارج، يوجب ألاّ يحصي أعمالنا - فقط - بل نيّاتنا وعقائدنا، وفي ذلك اليوم الكبير الذي هو "يوم البروز" يعرف كلّ شيء.
ولكي يعلم الإنسان السبب في صعوبة الجزاء الإلهي.
﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾ ظرف مهين ﴿فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا﴾ إخزاء لهم ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ﴾ أحاط به كما وكيفا ﴿وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.