التّفسير:
الهدف من بعثة الرّسول:
تبدأ هذه السورة كذلك بالتسبيح لله عزّوجلّ، وتشير إلى بعض صفات الجمال والجلال والأسماء الحسنى لله.
ويعتبر ذلك في الحقيقة مقدّمة للأبحاث القادمة، حيث يقول تعالى: (يسبّح لله ما في السموات وما في الأرض) حيث يسبّحونه بلسان الحال والقال وينزّهونه عن جميع العيوب والنقائض (الملك القدّوس العزيز الحكيم).
وبناءً على ذلك تشير الآية أوّلا إلى "المالكية والحاكمية المطلقة"، ثمّ "تنزّهه من أي نوع من الظلم والنقص" وذلك لإرتباط اسم الملوك بأنواع المظالم والمآسي، فجاءت كلمة "قدّوس" لتنفي كلّ ذلك عنه جلّ شأنه.
ومن جانب آخر فالآية تركّز على ركنين أساسيين من أركان الحكومة هما "القدرة" و "العلم" وسنرى أنّ هذه الصفات ترتبط بشكل مباشر بالأبحاث القادمة لهذه السورة.
ونشير هنا إلى أنّ ذكر صفات الحقّ تعالى في الآيات القرآنية المختلفة جاءت ضمن نظام وترتيب وحساب خاصّ.
وكنّا قد تعرّضنا سابقاً لتسبيح كافّة المخلوقات.
وبعد هذه الإشارة الخاطفة ذات المعنى العظيم لمسألة التوحيد وصفات الله، يتحدّث القرآن عن بعثة الرّسول والهدف من هذه الرسالة العظيمة المرتبطة بالعزيز الحكيم القدّوس.
﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ مجيؤه تارة ماضيا وأخرى مضارعا إيذان بدوام تنزيهه تعالى ﴿الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ فسر.