ولكن لم يكن الرّسول مبعوثاً لهذا المجتمع الاُمّي فقط، بل كانت دعوته عامّة لجميع الناس، فقد جاء في الآية التالية (وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم)(20).
نعم، إنّ الأقوام الآخرين الذين جاؤوا بعد أصحاب الرّسول ليتربّوا في مدرسة الرّسول (ص) ويغترفوا من معين القرآن الصافي والسنّة المحمّدية، كانوا - أيضاً - مشمولين بهذه الدعوة العظيمة.
بناءً على ذلك تكون الآية أعلاه شاملة لجميع الأقوام الذين يأتون بعد أصحاب الرّسول من العرب والعجم.
جاء في الحديث أنّ الرّسول بعد أن تلا هذه الآية سئل من هؤلاء؟ فأشار الرّسول إلى سلمان وقال: "لو كان الإيمان في الثريا لنالته رجال من هؤلاء"(21).
وجاء في آخر الآية: (وهو العزيز الحكيم).
﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ﴾ عطف على الأميين أو على هم في يعلمهم ﴿لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ أي لم يلحقوا بعد ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ في بعث الرسول بالمعجز الحكيم في اصطفائه.