لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
في آخر الآية - مورد البحث - ورد ذمّ عنيف للأشخاص الذين تركوا رسول الله (ص) في صلاة الجمعة وأسرعوا للشراء من القافلة القادمة، إذ يقول تعالى: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً). ولكن (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين). فمن المؤكّد، أنّ الثواب والجزاء الإلهي والبركات التي يحظى بها الإنسان عند حضوره صلاة الجمعة والإستماع إلى المواعظ والحكم التي يلقيها رسول الله(ص) وما ينتج عن ذلك من تربية روحية ومعنوية، لا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر. فإذا كنتم تظنّون إنقطاع الرزق فإنّكم على خطأ كبير لأنّ (الله خير الرازقين). التعبير بـ "اللهو" إشارة إلى الطبل وسائر آلات اللهو التي كانت تستعمل عند دخول قافلة جديدة إلى المدينة. فقد كانت تستعمل كإعلان وإخبار عن دخول القافلة، إضافةً إلى كونها وسيلة للترفيه والدعاية واللهو، كما نشاهد ما يشابه ذلك في الغرب هذه الأيّام. التعبير بـ "انفضّوا" بمعنى الإنتشار والإنصراف عن صلاة الجمعة والذهاب إلى القافلة. فقد ورد في سبب النزول أنّ المسلمين تركوا الرّسول في خطبة الجمعة وتجمّعوا مع باقي الناس حول قافلة (دحيّة) - الذي لم يكن قد أسلم بعد - ولم يبق في المسجد إلاّ ثلاثة عشر شخصاً أو أقل، كما جاء في رواية اُخرى. والضمير في "إليها" يرجع إلى التجارة التي أسرعوا إليها، ولم يكن "اللهو" هو الهدف المقصود بل كان مجرّد مقدّمة للإعلان عن وصول القافلة إلى المدينة، وكذلك للترفيه والدعاية للبضاعة. التعبير بـ "قائماً" يكشف عن أنّ الرّسول كان واقفاً يلقي خطبة الجمعة، كما جاء في حديث عن جابر أنّه قال: (لم أر رسول الله قطّ يخطب وهو جالس، وكلّ من قال يخطب وهو جالس فكذّبوه)(35). وجاء في رواية اُخرى أنّه سئل عبدالله بن مسعود يوماً: هل كان الرّسول يخطب واقفاً؟ قال: ألم تسمعوا قوله تعالى: (وتركوك قائماً)(36). وجاء في "الدرّ المنثور" أنّ معاوية كان أوّل شخص ألقى خطبة الجمعة وهو "قاعد". بحوث 1 - أوّل صلاة جمعة في الإسلام جاء في بعض الرّوايات أنّ مسلمي المدينة كانوا يتحدّثون مع بعضهم - قبل هجرة الرّسول إليهم - أنّ لليهود يوماً يجتمعون فيه هو (السبت) وللنصارى يوماً يجتمعون فيه هو (الأحد) فلماذا لا نتّخذ نحن يوماً معيّناً نذكر الله فيه كثيراً ونشكره؟ وانتخبوا يوماً قبل السبت وكان يسمّى (يوم العروبة) وذهبوا إلى (أسعد بن زرارة) - أحد وجهاء المدينة وقد صلّى بهم جماعة ووعظهم وسمّي ذلك اليوم بيوم الجمعة لإجتماع المسلمين به. ثمّ أمر (أسعد) أن يذبحوا كبشاً ليصنعوا منه غداءً وعشاءً لجميع المسلمين الذين كان عددهم من القلّة بحيث كفاهم الكبش لهاتين الوجبتين. وكانت هذه أوّل جمعة تقام في الإسلام. أمّا أوّل جمعة أقامها الرّسول (ص) مع أصحابه فكانت بعد وصوله إلى المدينة بأربعة أيّام، وكان وصوله يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل، بقي بعدها أربعة أيّام في قبا فبنوا (مسجد قبا) وتحرّكوا بعدها إلى المدينة، وكان ذلك يوم الجمعة، ولم تكن المسافة بين قبا والمدينة طويلة (وتعتبر قبا اليوم من ضواحي المدينة). وكان الرّسول قد وصل ضاحية (بني سالم) عند أذان الجمعة فاُقيمت صلاة الجمعة هناك. وهذه هي أوّل جمعة أقامها الرّسول (ص) في الإسلام، وقد ألقى فيها خطبة كانت هي بدورها أوّل خطبة لرسول الله في المدينة المنوّرة)(37). نقل أحد المحدّثين عن عبدالله بن كعب قوله: (إنّ أبي كان يترحّم على أسعد بن زرارة كلّما سمع أذان صلاة الجمعة، وعندما سألته عن سبب ذلك أجابني: (لأنّه كان أوّل رجل أقام صلاة الجمعة)، فقلت: كم كان عددكم ذلك اليوم؟ قال: أربعون رجلا فقط)(38). 2 - أهميّة صلاة الجمعة إنّ أفضل دليل على أهميّة هذه الفريضة العظيمة هو الآيات الأخيرة في هذه السورة المباركة، التي أمرت جميع المسلمين وأهل الإيمان بمجرّد سماعهم لأذان الجمعة أن يسرعوا إليها ويتركوا الكسب والعمل، وكلّ ما من شأنه أن يزاحم هذه الفريضة، إلى الحدّ الذي نهتهم عن الذهاب إلى تلك القافلة رغم حاجتهم الماسّة إلى ما فيها من طعام إذ كانوا يعيشون القحط والمجاعة. ودعتهم إلى الإستمرار في صلاة الجمعة حتّى النهاية. ورد في أحاديث اُخرى في هذا المجال - أيضاً - منها الخطبة التي نقلتها جميع مصادر المسلمين عن الرّسول (ص) وقد جاء فيها قوله: "إنّ الله تعالى فرض عليكم الجمعة، فمن تركها في حياتي أو بعد موتي إستخفافاً بها أو جحوداً لها، فلا جمع الله شمله ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ألا ولا زكاة له، ألا ولا حجّ له، ألا ولا صوم له، ألا ولا برّ له، حتّى يتوب"(39). وجاء في حديث آخر عن الإمام الباقر (ع): "صلاة الجمعة فريضة والإجتماع إليها فريضة مع الإمام، فإن ترك رجل من غير علّة ثلاث جمع فقد ترك ثلاث فرائض ولا يدع ثلاث فرائض من غير علّة إلاّ منافق"(40). وفي حديث آخر عن رسول الله (ص): "من أتى الجمعة إيماناً واحتساباً استأنف العمل"(41). أي استغفر ذنوبه ويبدأ العمل من جديد. والرّوايات كثيرة في هذا المجال ولا يتّسع المجال لذكرها جميعاً، لذا نحاول أن ننهي هذا البحث بحديث آخر، حيث جاء رجل إلى الرّسول (ص) فقال: يارسول الله، إنّي تهيّأت عدّة مرّات للحجّ ولكنّي لم اُوفّق. قال (ص): "عليك بالجمعة فإنّها حجّ المساكين"(42). وفي ذلك إشارة إلى أنّ ما يتضمّنه هذا المؤتمر الإسلامي الكبير (أي الحجّ) من بركات، موجودة في إجتماع صلاة الجمعة. ومن الملفت للنظر أنّه قد ورد ذمّ شديد لتارك صلاة الجمعة، حتّى عدّ التاركون للجمعة في صفّ المنافقين عندما تكون صلاة الجمعة واجباً عينيّاً (أي في زمن حضور الإمام المعصوم (ع)) وأمّا في زمن الغيبة - وبناءاً على أنّه واجب مخيّر بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر - فإنّه لا يكون مشمولا بهذا الذمّ والتقريع رغم عظمة صلاة الجمعة وأهميّتها في هذا الوقت أيضاً (للتوسّع في ذلك يجب الرجوع إلى الكتب الفقهيّة). 3 - فلسفة صلاة الجمعة العبادية والسياسيّة إنّ صلاة الجمعة - قبل كلّ شيء - عبادة جماعية ولها أثر العبادات عموماً، حيث تطهّر الروح والقلب من الذنوب، وتزيل صدأ المعاصي عن القلوب، خاصّة وأنّها تكون دائماً مسبوقة بخطبتين تشتملان على أنواع المواعظ والحكم، والحثّ على التقوى وخوف الله. أمّا من الناحية السياسيّة والإجتماعية فهي أكبر مؤتمر اسبوعي عظيم بعد مؤتمر الحجّ السنوي، لهذا نجد الرّسول (ص) يقول في الرواية التي نقلناها سابقاً من أنّ الجمعة حجّ من لا يملك القدرة على المشاركة في الحجّ. ويعطي الإسلام في الحقيقة أهميّة خاصّة لثلاثة مؤتمرات كبيرة: التجمّعات التي تتمّ يومياً لصلاة الجماعة. التجمّع الأسبوعي الأوسع في صلاة الجمعة. ومؤتمر الحجّ الذي يعقد في كلّ سنة مرّة. ودور صلاة الجمعة مهمّ جدّاً خاصّة وأنّ من واجبات الخطيب هو التحدّث في الخطبتين عن المسائل السياسية والإجتماعية والإقتصادية وبذلك سيكون هذا التجمّع العظيم والمهيب منشأً للبركات والنعم التالية: أ - توعية الناس على المعارف الإسلامية والأحداث السياسية والإجتماعية المهمّة. ب - توثيق الإتّحاد والإنسجام بين المسلمين أكثر لإخافة الأعداء. ج - تجديد الروح الدينية وتصعيد معنويات المسلمين. د - إيجاد التعاون لحلّ المشكلات العامّة التي تواجه المسلمين. ولهذا فإنّ أعداء الإسلام يخافون دائماً من صلاة الجمعة الجامعة للشرائط. ولهذا أيضاً - كانت صلاة الجمعة مصدر قوّة سياسية في أيدي حكومات العدل كحكومة الرّسول (ص) الذي إستثمرها أحسن إستثمار لخدمة الإسلام، وكذلك كانت مصدر قوّة أيضاً لحكومات الجور كدولة بني اُميّة الذين استغلّوها لتحكيم قدرتهم وسيطرتهم وإضلال الناس. وعلى مدى التأريخ نلاحظ أنّ أي محاولة للتمرّد على النظام تبدأ أوّلا بالإمتناع عن صلاة الجمعة خلف الإمام المنصوب من قبل الحاكم، فقد جاء في قصّة عاشوراء أنّ بعض الشيعة اجتمعوا في دار (سليمان بن صرد الخزاعي) ثمّ بعثوا رسالة إلى الإمام الحسين من الكوفة جاء فيها (... والنعمان بن بشير في قصر الإمارة، لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتّى نلحقه بالشام إن شاء الله"(43). وفي الصحيفة السجادية عن الإمام السجّاد (ع): "اللهمّ إنّ هذا المقام لخلفائك وأصفيائك ومواضع اُمنائك، في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها"(44). وفي خطبة الجمعة يتمّ تبديد جميع الإشاعات التي كان الأعداء قد بثّوها خلال الاُسبوع، وتدبّ بعد ذلك الحياة في جموع المسلمين ويبدأ دم جديد بالتدفّق. ومن الجدير بالإشارة إليه أنّ فقه أهل البيت (عليهم السلام) ينصّ على عدم جواز إقامة أكثر من جمعة واحدة في منطقة نصف قطرها فرسخ، كما يمكن أن يشارك في صلاة الجمعة من كان يبعد عنها بمسافة فرسخين (أي ما يعادل أحد عشر كم). كلّ هذا يعني أنّه لا يمكن إقامة أكثر من صلاة جمعة في مدينة واحدة صغيرة أو كبيرة، مع أطرافها وضواحيها، وبناءً على هذا فسيكون هذا التجمّع هو أوسع تجمّع يقام في تلك المنطقة. ولكنّنا نجد مع الأسف أنّ هذه المراسم العبادية السياسية التي تستطيع أن تكون مصدر حركة عظيمة في المجتمعات الإسلامية، نجدها بسبب سيطرة الحكومات الفاسدة على بعض الدول الإسلامية قد فقدت روحها ومعناها، إلى الحدّ الذي لا تترك أي أثر إيجابي، وأصبحت تقام بإعتبارها مراسم حكومية رسمية لا أكثر، وذلك ممّا يحزّ بالنفس ويؤلم كثيراً. إنّ أهمّ صلاة جمعة تقام على طول العام هي الصلاة التي تقام قبل الذهاب إلى عرفات في مكّة، حيث يشارك فيها عدد غفير من الحجّاج الذين تجمّعوا من مختلف أنحاء العالم. ويكون هناك تمثيل حقيقي لكلّ فئات المسلمين في الكرة الأرضية، ومن اللائق أن يهيّأ لمثل هذه الصلاة الحسّاسة خطبة عظيمة يشارك في إعدادها أئمّة الجمع ليعرضوا فيها اُمور المسلمين المختلفة. ومن الطبيعي أن تعطي مثل هذه الخطبة اُكلها، وتفيض بالبركات والوعي بين المسلمين وتحلّ مشاكلهم الخطيرة. ولكن مع شديد الأسف نرى أنّ خطبة الجمعة في هذه الأيّام لا تتناول سوى الاُمور الهامشية، أو يتمّ التحدّث عن اُمور معروفة للجميع، ولا يتمّ التحدّث عن الاُمور الأساسية التي تهمّ المسلمين!! ألا ينبغي البكاء على ذهاب هذه الفرص الذهبية وضياع هذه الثروة المعنوية؟! ألا يدعو ذلك إلى الأسف ويتطلّب الإسراع في الإصلاح؟! 4 - آداب صلاة الجمعة ومضمون الخطبتين تجب صلاة الجمعة - مع توافر الشروط اللازمة - على الرجال البالغين والأصحاء الذين لهم القدرة على حضورها والمشاركة فيها، ولا تجب على المسافرين والمسنّين رغم جواز الحضور فيها للمسافر. وكذلك يمكن للنساء المشاركة في صلاة الجمعة رغم أنّها غير واجبة عليهنّ. أقلّ عدد يمكن إنعقاد الجمعة به هو خمسة رجال. صلاة الجمعة ركعيتن وتقام بدلا عن صلاة الظهر، وتحسب الخطبتان اللتان يتمّ إلقاؤهما قبل صلاة الجمعة بدل الركعتين الأخيرتين. وصلاة الجمعة كصلاة الصبح يستحبّ أن يقرأ فيها الحمد والسورة جهراً، ويستحبّ كذلك أن تقرأ سورة الجمعة في الركعة الاُولى والمنافقون في الركعة الثانية. وهناك قنوتان في صلاة الجمعة: أحدهما قبل ركوع الركعة الاُولى، والثاني بعد ركوع الركعة الثانية. يجب إلقاء الخطبتين قبل الصلاة، كما يجب أن يقوم الخطيب واقفاً لإلقاء الخطبة، ومن يلقي الخطبة يجب أن يكون إمام صلاة الجمعة. ويجب أن يرفع الخطيب صوته ليسمعه جميع من يحضر الصلاة ويطّلع على مضمون الخطبة. وينبغي السكوت والإنصات إلى الخطيب والجلوس في مقابله. ومن اللائق أن يكون الخطيب فصيحاً وبليغاً ومطّلعاً على أحوال المسلمين وعارفاً بشؤون المجتمع الإسلامي، وشجاعاً وصريح اللهجة ولا يتردّد في إظهار الحقّ، ويجب أن تكون سيرته مدعاة للتأثير على الناس، وكذلك حديثه ينبغي أن يربط الناس أكثر بالله جلّ شأنه. ومن اللائق أن يرتدي الإمام أنظف الملابس، ويستخدم العطر، ويمشي بوقار وسكينة. وعندما يرتقي المنبر يبدأ بالسلام على الناس ويقف مقابلهم ويتكىء على سيف أو عصى. ويجلس على المنبر متى ينتهي الأذان. ويبدأ بخطبته بعد تمام الأذان. ويحمد الله ويثني عليه ويصلّي على رسوله في بداية الخطبة الاُولى (ويقرأ هذا القسم باللغة العربية احتياطاً، وما تبقّى بلسان الحاضرين). وعليه أن يوصي الناس بتقوى الله، ويقرأ سورة من السور القصيرة، ويراعي هذا الأمر في الخطبتين. وفي الخطبة الثانية، بعد الصلاة على النبي وأئمّة المسلمين، يدعو ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات. ومن المناسب أن يناقش الخطيب في خطبته شؤون المسلمين وما يتعلّق بدينهم ودنياهم مع التركيز على الأولويات. وينبغي أن ينبّههم إلى مؤامرات الأعداء ويحثّهم ضمن برنامج طويل أو قصير المدّة. خلاصة القول يجب أن تتوفّر في الخطيب عناصر الوعي والتفكير الصحيح والمتابعة لشؤون المسلمين، ليستثمر الخطبة في تحقيق الأهداف الإسلامية العليا، ويدفع المسلمين نحوها(45). جاء في حديث عن الإمام الرضا (ع) أنّه قال: "إنّما جعلت الخطبة يوم الجمعة لأنّ الجمعة مشهد عام، فأراد أن يكون للأمير سبب إلى موعظتهم وترغيبهم في الطاعة وترهيبهم من المعصية، وتوقيفهم على ما أراد من مصلحة دينهم ودنياهم، ويخبرهم بما ورد عليهم من الآفاق، من الأهوال التي لهم فيها المضرّة والمنفعة... وإنّما جعلت خطبتين لتكون واحدة للثناء على الله والتمجيد والتقديس لله عزّوجلّ، والاُخرى للحوائج والأعذار والإنذار والدعاء ولما يريد أن يعلّمهم من أمره ونهيه ما فيه الصلاح والفساد"(46). 5 - شرائط وجوب صلاة الجمعة لا شكّ في وجوب أن يكون إمام الجمعة - ككل إمام جماعة - عادلا إضافة إلى شروط إضافية وقع خلاف فيها وفي وجوب توفّرها. وقد ذهب البعض أنّ هذه الصلاة من وظائف الإمام المعصوم ونائبه الخاصّ، أو بتعبير آخر أنّها - أي صلاة الجمعة - من شؤون عصر حضور الإمام المعصوم. هذا في وقت يرى عدد كبير من المحقّقين أنّ حضور الإمام المعصوم شرط للوجوب التعييني لصلاة الجمعة، وليس شرطاً في الوجوب التخييري، حيث يمكن إقامة صلاة الجمعة في زمان الغيبة بدلا عن صلاة الظهر، وهذا هو الحقّ، بل إنّه إذا قامت الحكومة الإسلامية بشرائطها من قبل النائب العامّ للإمام المعصوم (ع). فالإحتياط هو أن يُنصَب إمام الجمعة من قبل نائب الإمام ويشارك المسلمون في هذه الصلاة. ثمّة كلام كثير في هذا الصدد وفي باقي الاُمور المرتبطة بصلاة الجمعة، غير أنّ بعضها خارج عن موضوع التّفسير ويدخل في إطار البحوث الفقهية والحديث(47). اللهمّ، وفّقنا لأن ننتفع كأحسن ما يكون الإنتفاع لتزكية النفوس بهذه الشعائر الإسلامية العظيمة. وإنقاذ المسلمين من قبضة الأعداء. ربّنا، اجعلنا من المشتاقين للقائك، الذين لا يخافون من الموت، اللهمّ لا تسلبنا نعمة الإيمان بأنبيائك والتعلّم منهم والإقتداء بهم أبداً. آمين ربّ العالمين نهاية سورة الجمعة ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ قيل كان يصلي الجمعة أو يخطب فقدمت عير تحمل طعاما فضربت طبلا للإعلام كعادتهم فخرج لها الناس إلا اثني عشر رجلا فنزلت وقدمت التجارة على اللهو لأنها المقصود ولذا خصت برد الضمير ويقدر ضمير آخر ﴿وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ تصلي أو تخطب ﴿قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ﴾ من الثواب المحقق العظيم الباقي ﴿خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ﴾ قدم اللهو ترقيا من الأدنى إلى الأعلى ﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.