والشاهد الآخر الذي يذكره القرآن كعلامة لهم واضحة جدّاً، هو قوله تعالى: (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينفضّوا) فلا تعطوا المسلمين شيئاً من أموالكم وإمكاناتكم لكي يتفرّقوا عن رسول الله.
(ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون).
إنّ هؤلاء فقدوا الوعي والبصيرة، ولم يعرفوا أنّ كلّ ما لدى الناس إنّما هو من الله، وكلّ الخلق عياله.
وأن تقاسم الأنصار لأموالهم مع المهاجرين إنّما هو من دواعي الإفتخار والإعتزاز، ولا ينبغي أن يمنّوا به على أحد.
﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ﴾ لقومهم الأنصار ﴿لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ﴾ من المهاجرين ﴿حَتَّى يَنفَضُّوا﴾ عنه ﴿وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ من الأرزاق لا يملكها سواه ﴿وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ﴾ ذلك.