ولابدّ أن تكون النتيجة كما قرّرتها الآية اللاحقة وأنّه بعد أن ثبت أنّ المعاد حقّ: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير).
وبناءً على ذلك يأمرهم الباريء أن يعدوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح، ويستعدّوا للبعث ويوم الجزاء.
والإيمان هنا لابدّ أن يرتكز على ثلاثة اُصول: (الله) و (الرّسول) و (القرآن) التي تتضمّن الاُمور الاُخرى جميعاً.
التعبير عن القرآن الكريم بأنّه (نور) في آيات متعدّدة، وكذلك (أنزلنا) شاهدان آخران على ذلك.
رغم وجود روايات متعدّدة عن أهل البيت (عليهم السلام)فسّرت كلمة (نور) في الآية - مورد البحث - بوجود الإمام، ويمكن أن ينظر إلى هذا التّفسير على أنّ وجود الإمام يعتبر تجسيداً عملياً لكتاب الله، إذ يعبّر عن الرّسول والإمام بـ (القرآن الناطق) فقد جاء في ذيل إحدى هذه الروايات عن الإمام الباقر قوله عن الآية: (وهم الذين ينوّرون قلوب المؤمنين)(68).
﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ﴾ القرآن ﴿الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ عليم.