التّفسير:
عالم الوجود المتكامل:
تبدأ آيات هذه السورة بمسألة مالكية وحاكمية الله سبحانه، وخلود ذاته المقدّسة، وهي في الواقع مفتاح جميع أبحاث هذه السورة المباركة(147).
يقول تعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير).
"تبارك": من مادّة (بركة) في الأصل من (برك) على وزن (ترك) بمعنى (صدر البعير)، وعندما يقال: (برك البعير) يعني وضع صدره على الأرض.
ثمّ استعملت الكلمة بمعنى الدوام والبقاء وعدم الزوال، وأطلقت كذلك على كلّ نعمة باقية ودائمة، ومن هنا يقال لمحلّ خزن الماء (بركة) لأنّ الماء يبقى فيها مدّة طويلة.
وقد ذكرت الآية أعلاه دليلا ضمنيّاً على أنّ الذات الإلهية مباركة، وهو مالكيته وحاكميته على الوجود، وقدرته على كلّ شيء، ولهذا السبب فإنّ وجوده تعالى كثير البركة ولا يعتريه الزوال.
﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ تعالى أو تكاثر خير من تحت تصرفه كل شيء ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ هو.