ثمّ يضيف تعالى بعد ذلك: (وإنّ لك لأجراً غير ممنون) أي غير منقطع، ولِمَ لا يكون لك مثل هذا الأجر، في الوقت الذي وقفت صامداً أمام تلك التّهم والإفتراءات اللئيمة، وأنت تسعى لهدايتهم ونجاتهم من الضلال وواصلت جهدك في هذا السبيل دون تعب أو ملل؟
"ممنون" من مادّة (منّ) بمعنى (القطع) ويعني الأجر والجزاء المستمرّ الذي لا ينقطع أبداً، وهو متواصل إلى الأبد، يقول البعض: إنّ أصل هذا المعنى مأخوذ من "المنّة"، بلحاظ أنّ المنّة توجب قطع النعمة.
وقال البعض أيضاً: إنّ المقصود من (غير ممنون) هو أنّ الله تعالى لم تكن لديه منّة مقابل هذا الأجر العظيم.
إلاّ أنّ التّفسير الأوّل أنسب.
﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا﴾ على تحمل المشاق ﴿غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ مقطوع.