التّفسير:
أصحاب البستان والمصير المؤلم:
الآيات الشريفة - أعلاه - إستمرار لقصّة أصحاب الجنّة، التي مرّت علينا في الآيات السابقة... فلقد تحرّكوا في الصباح الباكر على أمل أن يقطفوا محصولهم الكثير، ويستأثروا به بعيداً عن أنظار الفقراء والمحتاجين، ولا يسمحوا لأي أحد من الفقراء بمشاركتهم في هذه النعمة الإلهية الوافرة، غافلين عن تقدير الله ...فإذا بصاعقة مهلكة تصيب جنّتهم في ظلمة الليل فتحوّلها إلى رماد، في وقت كان أصحاب الجنّة يغطّون في نوم عميق.
يقول القرآن الكريم: (فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون).
المقصود من (ضالّون) يمكن أن يكون عدم الإهتداء إلى طريق البستان أو الجنّة، أو تضييع طريق الحقّ كما احتمل البعض، إلاّ أنّ المعنى الأوّل أنسب حسب الظاهر.
﴿فَلَمَّا رَأَوْهَا﴾ محترقة ﴿قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ﴾ عن الدين فعوقبنا بذلك أو عن جنتنا ما هي إياهم ثم تأملوا فعرفوها فقالوا.