وتمّ هذا الحكم بجملة أخرى في الآية التالية: (فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم).
قد يكون المراد من هذه العبارة أنَّهُ رُبَّما كانَ في المنزل أحد، ولكن من لدَيه حقّ إعطاء الإِذن بالدخول غيرموجود، ففي هذه الحالة لا يحق للمرء الدخول إلى المنزل.
أو قد لا يوجد أحد في المنزل، ولكن صاحب المنزل على مقربة من ذلك المكان، أو في منزل الجيران بحيث لو طرق المرء الباب أو نادى صاحبه فقد يسمعه، ثمّ يحضر ليسمح له بالدخول، وعلى أي حال، فالمسألة المطروحة أن لا ندخل منزلا دون إذن.
ثمّ تضيف الآية (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم) إشارة إلى أنّه لا لزوم لانزعاج المرء إن لم يؤذن له بالدخول، فلعلّ صاحب المنزل في وضع غير مريح، أو أن منزله لم يهيأ لاستقبال الضيوف!
وبما أن بعض الناس قد يدفعهم حبّ الإطلاع والفضول حين رفضهم استقباله على استراق السمع، أو التجنس من ثقب الباب لكشف خفايا أهل المنزل وليطلع على أسرارهم، لهذا قالت الآية: (والله بما تعملون عليم).
﴿فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا﴾ يأذن لكم ﴿فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ﴾ أي تجدوا من يأذن ﴿لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ﴾ الرجوع ﴿أَزْكَى﴾ أطهر ﴿لَكُمْ﴾ من الإلحاح والوقوف على الباب وأنفع لكم دينا أو دنيا ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ لا يخفى عليه شيء فيجازيكم.