(إنّ عذاب ربّهم غير مأمون).
إنّهم يؤمنون من جهة بيوم الدين، ومع الإلتفات الى كلمة "يصدقون" وهو فعل مضارع يدل على الإستمرارية، فهذا يعني إنّهم بإستمرار يدركون أنّ في الأمر حساباً وجزاءً، بعض المفسّرين فسّر ذلك المعنى "بالتصديق العملي" أي الإتيان بالواجبات وترك المحرمات، ولكن الآية ظاهرها الإطلاق، أي أنّها تشمل التصديق العلمي والعملي.
ولكن من الممكن أن هناك من يؤمن بيوم الدين ويرى نفسه ممن لا يعاقب، لذا تقول: (والذين هم من عذاب ربّهم مشفقون) يعني أنّهم يدركون أهمية الأمر، فلا يستكثرون حسناتهم ولا يستصغرون سيئاتهم، ولهذا ورد في الحديث
عن أمير المومنين (ع) وهو ينصح ولده: "بني خف اللّه أنّك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك، وأرج اللّه رجاءً أنّك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك" (6).
وحتى أنّ الرّسول (ص) كان يقول: "لن يدخل الجنّة أحداً عمله".
قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟
قال: "ولا أنا، إلاّ أن يتغمدني اللّه برحمته".
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ أن ينزل.