لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) إنّ هذه الخصائص تكشف عن أنَّ هذه البيوت هي المراكز التي حُصِّنَتْ بأمر من الله، وأنّها مركز لذكر الله ولبيان حقيقة الإسلام وتعاليم الله، ويضم هذا المعنى الواسع المساجد وبيوت الأنبياء والأولياء خاصّة بيت النّبي(ص) وبيت عليّ(ع). ولا دليل يؤيِّدُ حصرها من قبل بعض المفسّرين - بالمساجد أو بيوت الأنبياء وأمثالها. وفي الحديث المروي عن الإمام الباقر(ع) "هي بيوت الأنبياء وبيت عليّ منها"(3). وفي حديث آخر حيث سئل النّبي(ص) لمّا قرأ الآية، أي بيوت هذه؟ فقال: "بيوت الأنبياء" فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها، يعني بيت عليّ وفاطمة. قال: "نعم، من أفاضلها"(4). وكل ذلك إشارة إلى مصاديق واضحة تذكرها الأحاديث كعادتها حين تفسير القرآن. أجل، إنَّ كُلَّ مركز يقامُ بأمر من الله، ويذكر فيه اسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال، وفيه رجال لا تلهيهم تجارة عن ذكر الله، فهي مواضع لمشكاة الأنوار الإلهية والإِيمان والهداية. ولهذه البيوت عدّة خصائص: أوّلها: أنّها شيّدتْ بأمر من الله. والأُخرى: إن جدرانها رُفعت وأُحكم بناؤها لتمنع تسلل الشياطين. وثالثها: أنها مركز لذكر الله. وأخيراً: فإنّ فيها رجالا يَحْرسُونُها ليل نهار، وهم يسبحون الله، ولا تلهيهم الجواذب الدنيوية عن ذكر الله. هذه البيوت بهذه الخصائص، مصادر للهداية والإِيمان. ولابدّ من التنبيه إلى ورود كلمتين في هذه الآية هما "التجارة" و"البيع" وهما كلمتان تبدوان وكأنّ لهما معنىً واحداً، إلاّ أنّ الفرق بينهما هو أنّ التجارة عمل مستمر، والبيع يُنجز مرة واحدة، وقد تكون عابرة. ويجب الإلتفاتُ إلى أنَّ الآية لم تقل: أنّ هؤلاء لا يمارسون أبداً التجارة والبيع بل قالت: إنّهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. إنّهم يخافون يوم القيامة والعدل الإِلهي الذي تتقلّب فِيْه القلوبُ والأبصار من الخوف والوحشة (ويجب الإنتباه إلى أنَّ الفعل المضارع، "يخافون" يدلّ على الإستمرار في الخوف، وهذا الخوف هو الذي دفعهم إلى تحمل مسؤولياتهم، ولبلوغ رسالتهم في الحياة). (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) إنّ هذه الخصائص تكشف عن أنَّ هذه البيوت هي المراكز التي حُصِّنَتْ بأمر من الله، وأنّها مركز لذكر الله ولبيان حقيقة الإسلام وتعاليم الله، ويضم هذا المعنى الواسع المساجد وبيوت الأنبياء والأولياء خاصّة بيت النّبي(ص) وبيت عليّ(ع). ولا دليل يؤيِّدُ حصرها من قبل بعض المفسّرين - بالمساجد أو بيوت الأنبياء وأمثالها. وفي الحديث المروي عن الإمام الباقر(ع) "هي بيوت الأنبياء وبيت عليّ منها"(3). وفي حديث آخر حيث سئل النّبي(ص) لمّا قرأ الآية، أي بيوت هذه؟ فقال: "بيوت الأنبياء" فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها، يعني بيت عليّ وفاطمة. قال: "نعم، من أفاضلها"(4). وكل ذلك إشارة إلى مصاديق واضحة تذكرها الأحاديث كعادتها حين تفسير القرآن. أجل، إنَّ كُلَّ مركز يقامُ بأمر من الله، ويذكر فيه اسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال، وفيه رجال لا تلهيهم تجارة عن ذكر الله، فهي مواضع لمشكاة الأنوار الإلهية والإِيمان والهداية. ولهذه البيوت عدّة خصائص: أوّلها: أنّها شيّدتْ بأمر من الله. والأُخرى: إن جدرانها رُفعت وأُحكم بناؤها لتمنع تسلل الشياطين. وثالثها: أنها مركز لذكر الله. وأخيراً: فإنّ فيها رجالا يَحْرسُونُها ليل نهار، وهم يسبحون الله، ولا تلهيهم الجواذب الدنيوية عن ذكر الله. هذه البيوت بهذه الخصائص، مصادر للهداية والإِيمان. ولابدّ من التنبيه إلى ورود كلمتين في هذه الآية هما "التجارة" و"البيع" وهما كلمتان تبدوان وكأنّ لهما معنىً واحداً، إلاّ أنّ الفرق بينهما هو أنّ التجارة عمل مستمر، والبيع يُنجز مرة واحدة، وقد تكون عابرة. ويجب الإلتفاتُ إلى أنَّ الآية لم تقل: أنّ هؤلاء لا يمارسون أبداً التجارة والبيع بل قالت: إنّهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. إنّهم يخافون يوم القيامة والعدل الإِلهي الذي تتقلّب فِيْه القلوبُ والأبصار من الخوف والوحشة (ويجب الإنتباه إلى أنَّ الفعل المضارع، "يخافون" يدلّ على الإستمرار في الخوف، وهذا الخوف هو الذي دفعهم إلى تحمل مسؤولياتهم، ولبلوغ رسالتهم في الحياة). وأشارت آخر هذه الآيات إلى الجزاء الوافي لحراس نور الهداية وعشّاق الحقّ والحقيقة، فقالت: (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله) ، ولا عجب في ذلك، لأنّ الفضل الإلهي لمن كان جديراً به غير محدود: (والله يرزق من يشاء بغير حساب). وقال بعض المفسّرين عما تعنيه عبارة (أحسن ما عملوا) في هذه الآية، أنّها إشارة إلى جميع الأعمال الطيبة، سواء كانت واجبة أم مستحبة، صغيرة أم كبيرة. ويرى آخرون أنّها إشارة إلى أنّ الله يكافيء الحسنة بعشر أمثالها، وأحياناً بسبعمائة مثلها، حيث نقرأ في الآية (160) من سورة الأنعام: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). كما جاء في الآية (261) من سورة البقرة حول جزاء المنفقين في سبيل الله أنَّ المكافأة تعادل سبعمائة مرة أو ضعفها. كما يمكن أن تفسّر العبارة السابقة بأنّ المقصود هو أنَّ الله يكافيء جميع أعمالهم بموجب أفضلها، ويشمل ذلك أبسط أعمالهم وأوسطها، حيث يجعلها الله بمستوى أفضل الأعمال حين منحه المكافأة. وليس هذا بعيداً عن رحمة الله وفضله، والعدالة تقضي بمساواة المكافأة مع العمل في سبيل الله، إلاّ أنّ رحمة الله وسعتْ كلّ شيء، فهو يهب دون حساب ولا حدود، فذاته المقدسة غير محدودة، وأنعمه لا تنتهي، وكرمه عظيم لا حدود له. ملاحظات بيّنا كثيراً من مسائل هذه الآيات خلال تفسيرنا لها، وبقيت عدّة أحاديث يقتضي الأمر ذكرها بُغية إتمام هذا البحث. 1 - نقرأ في كتاب روضة الكافي حديثاً عن الإمام الصادق(ع) في تفسير آية النور: "إن المشكاة قلب محمد(ص) والمصباح النور الذي فيه العلم، والزجاجة قلب علي(ع) أو نفسه"(5). 2 - وجاء حديث آخر عن الإمام الباقر(ع) في توحيد الصدوق "إن المشكاة نور العلم في صدر النّبي(ص) والزجاجة صدر علي ... ونور علي نور إمام مؤيد بنور العلم والحكمة في أثر الإمام من آل محمد(ص) ، وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله عزّوجلّ - خلفاء في أرضه وحجج على خلقه، لا تخلو الأرض في كلّ عصر من واحد منهم"(6). 3 - وفسّر حديث آخر عن الإمام الصادق(ع) المشكاة بفاطمة(عليها السلام) والمصباح بالحسن(ع) والزجاجة بالحسين(ع).(7) وكما أشرنا سابقاً فإنّ للآيات مفهوماً واسعاً، وكلّ حديث من هذه الأحاديث بيان لمصداق بارز من مصاديقها دون الاخلال بعموميتها. وبهذا لا نجد تناقضاً في الأحاديث السابقة. 4 - نقرأ في حديث عن أبي جعفر الثمالي قال: قال أبو جعفر(ع) الباقر لقتادة: من أنت؟ قال: أنا قتادة ابن دعامّة البصري فقال له أبو جعفر(ع): أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له الامام الباقر(ع): ويحك باقتادة إن الله خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً على خلقه، فهم أوتاد في أرضه قوّام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه، أظلة عن يمين عرشه قال: فسكت قتادة طويلا ثمّ قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّامهم، فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك. فقال له الإمام الباقر(ع): أتدري أين أنت؟ بين يدى: (بيوت اذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة) فأنت ثمّ ونحن أُولئك. فقال له قتادة: "صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين..."(8) 5 - وذكر حديث آخر حول رجال الله حماة الوحي والهداية: "هم التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، إذا دخل مواقيت الصلاة أدوا إلى الله حقّه فيها"(9) إشارة إلى أنّ هؤلاء الرجال همّهم ذكر الله ولا يقدمون عليه شيئاً، رغم أنّهم يمارسون نشاطاً إقتصادياً في الحياة. 6 - وصفت شجرة الزيتون في الآيات السابقة بأنّها شجرة مباركة. وكان لهذه الشجرة أهمية بالغة حين نزول القرآن، وقد اتّضح ذلك اليوم، لأنَّ كبار العلماءِ أخبرونا بخلاصة تجاربهم ودراساتهم عن خواصّ أنواعِ النباتات، وحول شجرة الزيتون يقولون: إنّها مباركة حقّاً، وثمرها مفيد جدّاً، ويمنحنا أجود الزيوت، ولها دور حيوي في سلامة الجسم. يقول ابن عباس: إنَّ أجزاء هذه الشجرة مفيدة ومريحة، وحتى رماد خشبها فيه منفعة، وهي أولُ شجرة نبتت بعد طوفان نوح(ع) ، وقد دعا لها الأنبياء وباركوها. 7 - ذكر المفسّرون الكبار عدّة تفاسير لعبارة "نور على نور" فقال المرحوم الطبرسي في مجمع البيان: إنّها إشارة إلى أنبياء من نسل واحد يتعاقبون على النبوة ويُواصِلُونَ طريق الهداية. ويقول الفخر الرازي في تَفسيرهِ: إنّها إشارة إلى تجمع شعاع النور وتراكمه، حيث ذكر حول المؤمن: "يقف المؤمن بين أربعة مواقف، فإذا وهبهُ الله شكره، وإذا أصابته مصيبة صبر وصمد، وإذا تكلم صدق، وإذا حكّم بين اثنين عدل، وهو إنسان واع بين جهلة ومثله كحيّ بين أموات. إنّه يسير بين خمسة أنوار: كلامه نور، عمله نور، إقامته نور، رحله نور، هدفه نور الله يوم القيامة". ويمكن أن يكون النور الأوّل الذي ذكرته الآية إشارة إلى نور الهداية الإِلهية عن طريق الوحي، والنور الثّاني نور الهداية عن طريق العقل. أو أنّ النور الأوّل هو نور الهداية التشريعة، والنور الثّاني نور الهداية التكوينية فهو نور على نور. وبهذا فسّرت هذه العبارة بمختلف مصادر النور، مرّة فُسِّرت بالأنبياء وأُخرى بأنواعِ النور، ومرة ثالثة بمراحل النور المختلفة، وهي ممكنة جميعاً في آن واحد، لأنّ مفهوم الآية واسع جداً (فتأملوا جيداً). ﴿رِجَالٌ﴾ فاعل يسبح بالكسر وقرىء بالبناء للمفعول ورجال فاعل لمقدر دل عليه ﴿لَّا تُلْهِيهِمْ﴾ لا تشغلهم ﴿تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ﴾ خص بعد التجارة الشاملة له وللشراء لأنه أدخل في الإلهاء لأن الربح فيه يقين وفي الشراء مظنون أو أريد بالتجارة الشراء تسمية النوع باسم الجنس ﴿عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ﴾ والإضافة عوض الهاء المعوضة عن واو إقوام ﴿وَإِيتَاء الزَّكَاةِ﴾ المفروضة وخلاص الطاعة له ﴿يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ تضطرب من الهول أو تتغير أحوالها فتتيقن القلوب بعد الشك وتبصر الأبصار بعد العمى وهو يوم القيامة.