وهنا يجيبهم القرآن المجيد فيقول: (كلا) ليس الأمر كذلك وليس لهم حقّ الدخول إلى الجنّة (إنا خلقناهم ممّا يعملون)
في الحقيقة أنّ اللّه يريد بهذه الجملة أن يحطم غرورهم، لأنّه يقول: إنّكم تعلمون جيداً مم خلقناكم؟ من نطفة قذرة، من ماء آسن مهين، فلماذا كلّ هذا الغرور؟ ويجيب ثانياً على المستهزئين بالمعاد فيقول: إذا كنتم في شك من المعاد فتمعنوا في حال هذه النطفة، وانظروا كيف خلقنا موجوداً بديعاً من قطرة ماء قذرة يتطور فيها الجنين كلّ يوم يتّخذ شكلاً جديداً، ألم يقدر خالق الإنسان من هذه النطفة أن يعيد إليه الحياة بعد دفنه.
ثالثاً: كيف يطمعون في الجنّة وفي صحائفهم كل هذه الذنوب؟ لأنّ الموجود الذي خلق من نطفة لا يمكن أن يكون له قيمة مادية، وإذا كانت له قيمة وكرامة فإنّ ذلك لإيمانه وعمله الصالح، وأُولئك قد فقدوا هذه الصفات، فكيف ينتظرون الدخول إلى الجنّة؟!(1)
﴿كَلَّا﴾ ردع لهم ﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ﴾ من نطفة قذرة كسائر الناس فكيف ينكرون الخالق وقدرته على إعادته ويدعي الشرف بنفسه ويطمع في محل قدسه ولم يستكمل الإيمان والطاعة