ثمّ قالوا: (وإنّه كان يقول سفيهنا على اللّه شططاً).
ويحتمل أنّ التعبير بـ "السفيه" هنا بمعنى الجنس والجمع، أي أنّ سفهاءنا قالوا: إنّ للّه زوجة وأطفالاً، واتّخذ لنفسه شريكاً وشبيهاً، وإنّه قد انحرف عن الطريق، وكان يقول شططاً، واحتمل بعض المفسّرين أنّ "السفيه" هنا له معنى انفرادي، والمقصود به هو "ابليس" الذي نسب إلى اللّه نسب ركيكة، وذلك بعد مخالفته لأمر اللّه، واعتراضه على اللّه في السجود لآدم (ع) ظنّاً منه أنّ له الفضل على آدم، وأنّ سجوده لآدم بعيد عن الحكمة.
ولمّا كان ابليس من الجن، وكان قد بدا منهُ ذلك، اشمأز منه المؤمنون من الجن واعتبروا ذلك منه شططاً، وإن كان عالماً وعابداً، ولأن العالِم بلا عمل، والعابد المغرور من المصاديق الواضحة للسفيه.
"شطط" على وزن وسط، وتعني الخروج والإبتعاد عن قول الحقّ، ولهذا تسمّى الأنهار الكبيرة التي ترتفع سواحلها عن الماء بـ "الشط".
﴿وَأَنَّهُ﴾ أي الشأن ﴿كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا﴾ إبليس أو غيره ﴿عَلَى اللَّهِ شَطَطًا﴾ قولا ذا شطط أي بعد عن الحق بنسبة الصاحبة والولد إليه أو وصف بالمصدر مبالغة.