وكذا يضيف: (وطعاماً ذا غصّة وعذاباً أليماً).
هذا مصير من كان يتلذذ بالطعام بعكس ما كان طعامهم في الدنيا الحرام، حيث العذاب الأليم، ولمّا تمتع به المغرورون والمستكبرون من الراحة غير المشروعة في هذه الدينا، والطعام الموصوف بالغصّة هو بحدّ ذاته عذاب أليم، ثمّ يتبع ذلك بذكر العذاب الأليم على إنفراد، وهذا يشير إلى أنّ أبعاد العذاب الاُخروي الذي لا يعلم شدّته وعظمته إلاّ اللّه تعالى، ولهذا ورد في حديث أنّ النّبي (ص) سمع قارئاً يقرأ هذه فصعق.(1)
وجاء في حديث آخر أنّ النّبي (ص) هو الذي كان يتلو الآية فصعق (2)، وكيف لا يكون هذا الطعام ذا غصّة في حين الآية (رقم 6) من سورة الغاشية تقول: (ليس لهم طعام إلاّ من ضريع).
وكذا نقرأ في الآية (43) و (44) من سورة الدخان: (إنّ شجرة الزقوم طعام الأثيم).
﴿وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ﴾ ينشب في الحلق كالزقوم والضريع ﴿وَعَذَابًا أَلِيمًا﴾ زيادة على ما ذكر وتنكير الكل للتعظيم.