ولتأكيد عبادة هذه المجموعة للدنيا وفضح شركهم، تُضيف الآية (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) وبكامل التسليم والخضوع.
والجدير بالذكر أن العبارة الأُولى تحدثت عن الدعوة إلى الله ورسوله(ص). وأمّا العبارة التالية أي كلمة "ليحكم" فإنّها جاءت مفردة، وهي تشير إلى تحكيم الرّسول(ص) لوحده; وذلك لأنّ تحكيم الرّسول(ص) ليس منفصلا عن تحكيم الله تعالى، حيث أنّ كلا الحكمين في الحقيقة واحد.
كما يجب الإنتباه إلى أنّ ضمير الهاء المتصلّة في "إليه" يعود إلى النّبي(ص) نفسه، أو إلى تحكيمه. وكذلك لابدّ من الإلتفات إلى أن الآية نسبت التخلُف عن هذا الحكم والإعراض عن تحكيم الرّسول(ص) إلى مجموعة من المنافقين فقط. ولعل ذلك لأن الفئات الأُخرى لم تكن بهذه الدرجة من الجرأة وعدم الحياء، لأنّ للنفاق مراتب أيضاً كمراتب الأيمان المختلفة.
﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ منقادين لعلمهم بأنه يحكم لهم.