ثمّ يضيف: (والليل إذ أدبر)، (والصبح إذا أسفر).(1)
في الحقيقة أنّ هذه الأقسام الثلاثة مرتبطة بعضها بالآخر ومكملة للآخر، وكذلك لأنّنا كما نعلم أنّ القمر يتجلى في الليل، ويختفي نوره في النهار لتأثير الشمس عليه، والليل وإن كان باعثاً على الهدوء والظلام وعنده سرّ عشاق الليل، ولكن الليل المظلم يكون جميلاً عندما يدبر ويتجه العالم نحو الصبح المضيء وآخر السحر، وطلوع الصبح المنهي لليل المظلم أصفى وأجمل من كل شيء حيث يثير في الإنسان إلى النشاط ويجعله غارقاً في النور الصفاء.
﴿وَاللَّيْلِ إِذْ﴾ وبألف بعد الذال ﴿أَدْبَرَ﴾ كفعل بمعنى أفعل وقرىء إذ ساكنة وأدبر كأفعل.