وفي الآية التالية إشارة إلى اليأس الكامل للمحتضر فيقول تعالى: (وظن أنّه الفراق) أي في هذه الحالة يصاب باليأس من الحياة واليقين بالفراق، ثمّ: (والتفت الساق بالساق) وهذا الإِلتفاف إمّا لشدّة الأذى لخروج الروح، أو لتوقف عمل اليدين والرجلين وتعطيل الروح منها.
وذكرت تفاسير أُخرى لهذه الآية، منها ما نقرأ في حديث عن الإمام الباقر (ع) قال: (التفت الدنيا بالآخرة) (2) ومثله عن علي بن إبراهيم (3).
ونقل عن ابن عباس كذلك من المراد من الآية: التفاف أمر الآخرة بأمر الدنيا.
وقال البعض: هو التفاف شدائد الموت بشدائد القيامة.
والظاهر رجوع جميع هذه المعاني إلى ما أوردناه في قول الباقر (ع)، واتخذ هذا التفسير لكون أحد معاني "الساق" في لغة العرب هو الحادثة الشديدة والمصيبة والبلاء العظيم.
وقال آخرون هو التفاف الساق في الكفن.
ويمكن جمع هذه التفاسير في معنى الآية إذ لا منافاة بينها.
﴿وَظَنَّ﴾ أيقن المحتضر ﴿أَنَّهُ الْفِرَاقُ﴾ أن ما حل به فراق الدنيا.