التّفسير
استحالة الفرار من حكومته تعالى:
وعدت الآية السابقة المؤمنين الصالحين بالخلافة في الأرض، وتعيىء هاتان الآيتان الناس للتمهيد لهذه الحكومة، وخلال نفيها وجود حواجز كبيرة لهذا العمل، تضمن هي بذاتها نجاحه. وفي الحقيقة أن إحدى هاتين الآيتين بيّنت المقتضي، بينما نفت الثّانية المانع، فهي تقول أوّلا: (وأقيموا الصلاة).
وهي الوسيلة التي توثق الصلة بين الخالق والمخلوق، وتقرّب الناس إلى بارئهم، وتمنع عنهم الفحشاء والمنكر.
(وآتوا الزّكاة) وهي الوسيلة التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان، وتقلل الفواصل بينهما، وتقوي ارتباطهما العاطفي.
وبشكل عام يكون في كلّ شيء تبعاً للرسول: (وأطيعوا الرّسول) طاعة تكونون بسببها من المؤمنين الصالحين الجديرين بقيادة الحكم في الأرض (لعلكم ترحمون) وتكونون لائقين لحمل رأية الحقّ والعدل.
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ عطف على أطيعوا ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ كررت طاعته تأكيدا ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ رجاء للرحمة.