(وإذا الجبال نسفت) أي زالت وانقلعت من مكانها.
(طمست): من مادة (طمس) - على وزن شمس - وهو محو وزوال آثار الشيء، ومن الممكن أن تشير العبارة هنا إلى محو نور النجوم أو اختفائها، ولكن التفسير الأول أنسب، كقوله في الآية (رقم 2) من سورة التكوير: (وإذا النجوم انكدرت).
نسفت: من مادة (نسف) - على وزن حذف - وفي الأصل، بمعنى وضع حبوب الغذاء في الغربال وتحريكه لعزل القشور عن الحبوب، ويعني هنا تفتيت الجبال ثمّ نسفها في الريح، ونستفيد من بعض آيات القرآن المجيد أنّ انقراض العالم يلازم وقوع حوادث مهولة بحيث يتلاشى نظام العالم بكامله.
وحلول نظام الآخرة الجديد مكان ذلك النظام، ولا يمكن وصف تلك الحوادث بأي بيان لما فيها من الرعب والعجب، وهل يوصف حادث تنقلع فيه الجبال وتندك لتتحول إلى غبار وتكون كالصوف المنفوش؟!
وكما يرى بعض المفسّرين أنّ هذه الحوادث عظيمة للغاية بحيث أنّ أشد الزلازل المهيبة في الدنيا بالنسبة لها كفرقعة صغيرة يفرقعها الأطفال للّعب بها مقابل أقوى قنبلة ذرية.
وعلى أي حال فإنّ هذه التعابير القرآنية تشير إلى الإختلاف الكبير بين أنظمة الآخرة وأنظمة الدنيا.
﴿وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ﴾ ذريت كحب نسف بمنسف.