ثمّ يقول تعالى: (لا ظليل ولا يغني من اللهب) فليس في هذا الظل راحة، ولا يمنع من الإحتراق بالنّار لأنّه نابع من النّار.
وربّما كان التعبير بـ (ظل) سبباً لتصور وجود الظل الذي يخفف من حرارة النّار، ولكنّ هذه الآية تنفي هذا التصور وتقول: ليس هذا الظل كما تتصورون، أنّه ظل محرق وخانق، وناتج من دخان النّار الغليظ الذي يعكس حرارة اللهب بصورة كاملة (1) ويشهد على هذا الحديث قوله تعالى في سورة الواقعة حول أصحاب الشمال: (في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم).(2)
وقيل: إنّ هذه الشعب الثلاث هي انعكاس للتكذيبات الثلاثة لأساس الدين، وهي التوحيد والنبوّة والمعاد، لأنّ تكذيب المعاد لا ينفصل عن التكذيب بالنبوّة والتوحيد، وقيل، إنّهاإشارة إلى مبادىء الذنوب الثلاثة: القوّة الغضبية والشهوية والوهمية، نعم، إنّ ذلك الدخان المظلم تجسيد لظلمات الشهوات.
﴿لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ﴾ يتشعب لعظمته أو يحيط بهم يمينا وشمالا ومن فوقهم وقيل هو النار.