وأشار في الآية الأُخرى إلى عامل آخر من عوامل الإنحراف والتعاسة والتلوث، وقال: (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون).
قال كثير من المفسّرين: إنّ هذه الآية نزلت في "ثقيف" حين أمرهم النّبي (ص) بالصلاة فقالوا: لا ننحني فإنّ ذلك سبّة علينا، فقال (ص): "لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود" (2).
إنّهم لم يأبوا الركوع والسجود فحسب، بل إنّ روح الغرور والكِبَر هذه كانت منعكسة على جميع أفكارهم وحياتهم، فما كانوا يسلّمون لله، ولا لأوامر النّبي (ص)، ولا يقرّون بحقوق الناس، ولا يتواضعون لله تعالى وللناس.
في الحقيقة أنّ هذين العاملين (الغرور وحب الشهوة) من أهم عوامل الإجرام والذنب والكفر والظلم والطغيان.
واحتمل البعض أنّ خطاب (اركعوا) يقال لهم في القيامة، ولكن هذا الإحتمال بعيد، خصوصاً بعد التمعن في الآيات السابقة والآتية.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا﴾ سلموا أو اخشعوا أو انقادوا ﴿لَا يَرْكَعُونَ﴾ يفيد أن الأمر للوجوب وأن الكفار مخاطبون بالفروع