ولا يكتفي منكرو المعاد بحال الإعتراض على ما وعدهم به الباري سبحانه، بل وتحولوا إلى حال الإستهزاء بأحد اُصول دين اللّه!: (قالوا تلك إذاً كرّة خاسرة).
وثمّة احتمال آخر في تفسير هذه الآية يقول: إنّهم جادون في قولتهم غير مستهزئين، لأنّهم يعتقدون أن لو كان ثمّة عود ورجعة فهي عبث زائد وخاسر، إذ لو كانت الحياة الطيبة هي التي نعيشها، فلماذا لا تخلد؟ وإن كانت سيئة فما فائدة العود؟
ويمكن اعتبار "الحافرة" الواردة في: (أإنّا لمردودون في الحافرة) قرينة لهذا الإحتمال، بلحاظ كونها بمعنى (الحفرة).
ولكنّ المعروف بين المفسّرين هو التّفسير الأوّل.
وقد عبّرت الآية السابقة عن قولهم بصيغة المصارع "يقولون" اشارةً إلى دوام ترديدهم لما يقولون به، في حين ذكر الفعل في الآية المبحوثة بصيغة الماضي "قولوا" إشارة إلى أنّهم قليلاً ما يقولون ذلك.
﴿قَالُوا﴾ استهزاء ﴿تِلْكَ﴾ أي رجعتنا إلى الحياة ﴿إِذًا﴾ إن صحت ﴿كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ رجعة ذات خسران أو خاسر أهلها.