وتنتقل بنا الآية الاُخرى من السماء إلى الأرض، فتقول: (والأرض بعد ذلك دحاها).
"دحاها": من "الدحو" بمعنى الإنبساط، وفسّرها بعضهم: (والأرض بعد ذلك دحاها).
وللمعنيين أصل واحد، لوجود التلازم بينهما.
ويقصد بدحو الأرض، إنّها كانت في البداية مغطاة بمياه الأمطار الغزيرة التي انهمرت عليها من مدّة طويلة، ثمّ استقرت تلك المياه تدريجياً في منخفظات الأرض، فشكلت البحار والمحيطات، فيما علت اليابسة على أطرافها، وتوسعت تدريجياً، حتى وصلت لما هي عليه الآن من شكل، (وحدث ذلك بعد خلق السماء والأرض) (4).
﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء غير مدحية.