التفسير:
التنزّه عن الهوى:
وتتجه عدسة آيات القرآن الكريم لتعرض لنا جوانباً من صور عالم القيامة، وتبدأ بتصوير تلك الداهية المذهلة التي تصيب مَن عبد أهواءه في الحياة الدنيا: (فإذا جاءت الطامة الكبرى) (1).
"الطامة": من (الطم) - على زنة فنّ - وهو في الأصل بمعنى ملء الفراغ والحفر، ويطلق بالطامة على كلّ شيء بلغ حدّه الأعلى، ولهذا فقد اُطلقت على الحوادث المرّة والصعاب الكبار، وهي في الآية تشير إلى يوم القيامة لما فيها من دواهي تغطي بهولها كلّ هول، واُتبعت بـ "الكبرى" زيادة في التأكيد على أهمية وخطورة يوم القيامة.
﴿فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ﴾ الداهية التي تطم أي تعلو وتقهر ﴿الْكُبْرَى﴾ التي هي أكبر من كل طامة وهي النفخة الثانية أو القيامة.