التفسير:
يوم تطوى الكائنات فيه!
نواجه في بداية السورة، إشارات قصيرة، مثيرة ومرعبة لما سيجري لنهاية العالم المذهلة - بداية يوم القيامة ـ، فتنقل الإنسان في فكره وأحاسيسه إلى مفاجآت ذلك اليوم الرهيب، قد تحدثت تلك الإشارات عن ثمانية علائم من ويوم القيامة.
وأول مشهد عرضته عدسة العرض القرآني، هو: (إذا الشمس كورت).
"كورت": من (التكوير)، بمعنى الطي والجمع واللّف (مثل لف العمامة على الرأس)، وأُخذ هذا المعنى من كتب اللغة والتفسير والمختلفة.
واستعملت كذلك بمعنى: (الرمي) أو (إطفاء شيء)... والمعنيان - كما يبدو - مستمدان من المعنى الأصلي.
وعلى أيّة حال، فالمقصود هو: خمود نور الشمس وذهابه، وتغيّر نظام تكوينها.
وكما بات معلوماً... فالشمس في وضعها الحالي، عبارة عن كرة مشتعلة، على هيئة غازية ملتهبة، وتتفجر الغازات على سطحها بصورة شعلات هائلة محرقة، قد يصل إرتفاعها إلى مئات الآلاف من الكيلو مترات!
ولو قُدّرَ وضع الكرة الأرضية وسط شعلة منها، فإنّها تستحيل فوراً إلى رماد وكتلة من الغازات!!
ولكن... عند حلول وقت نهاية العالم، والإقتراب من يوم القيامة، سيخمد ذلك اللهب المروع، وستجمع تلك الشعلات، فيطفأ نور الشمس، ويصغر حجمها... وهو ما اُشير إليه بالتكوير.
وجاء في (لسان العرب): (كورت الشمس: جمع ضوءها ولف كما تلف العمامة).
وقد أيّد العلم الحديث هذه الحقيقة، من خلال اعتقاده وبعد دراسات علمية كثيرة، بأنّ الشمس تسير تدريجياً نحو الظلام والإنطفاء.
﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ لفت فرفعت أو طوى ضوءها المنبسط أو ألقيت.