وتُصَوّرُ البحار في المشهد السادس: (وإذا البحار سجّرت).
"سجّرت": من (التسجير)، بمعنى إضرام النّار.
وإذا خالج القدماء التعجب والإستغراب لهذا الوصف القرآني، فقد بات اليوم من البديهيات الكسبية، لما يتركب منه الماء من عنصري الأوكسجين والهيدروجين، القابلات للإشتعال بسرعة، ولا يستبعد أنْ يوضع الماء - في إرهاصات يوم القيامة - تحت ضغط شديد ممّا يؤدي إلى تجزئة وتفكيك عناصره، وعندما سيتحول إلى كتلة ملتهبة من النّار.
وقيل: "سجّرت": بمعنى (امتلاءت)، كما يقال للتنور الممتليء بالنّار (مسجّر)، وعلى ضوء هذا المعنى، يمكننا أنْ نتصور امتلاء البحار ممّا سيتسبب من الزلازل الحادثة وتدمير الجبال في إرهاصات يوم القيامة، أو ستمتليء بما يتساقط من أحجار وصخور سماوية، فيفيض ماؤها على اليابسة ليغرق كلّ شيء.
﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ أوقدت نارا أو ملئت بفتح بعضها في بعض حتى تصير بحرا واحدا.