وتتناول الآية التالية الصفة الرابعة والخامسة: (مطاع ثمّ أمين).
"ثَمَّ": إشارة إلى البعيد، ويراد بها: إنّ أمين الوحي الإلهي نافذ الكلمة في عالم الملائكة، ومطاع عندهم، وإنّه في ذروة الأمانة في عملية إبلاغ الرسالة.
وما نستشفّه من الرّوايات: إنّ جبرائيل (ع) ينزل أحياناً وبصحبته جمع كبير من الملائكة في حال ابلاغه للآيات القرآنية المباركة، وهو ما يوحي بأنّه مطاع بينهم، وهو ما ينبغي أنْ يكون في كل أمّة تتبع رسولا، فلابدّ من طاعتها له.
وروي... أن رسول اللّه (ص) قال لجبرائيل (ع) عند نزول هذه الآيات: "ما أحسن ما أثنى عليك ربّك!: ذي قوّة عند العرش مكين، مطاع ثّم أمين، فما كانت قوتك؟ وما كانت أمانتك؟
فقال: أمّا قوّتي فإنّي بعثت إلى مداين لوط وهي أربع مداين في كلّ مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصواب الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهّن فقلبتهّن.
وأمّا أمانتي، فإنّي لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره" (6).
﴿مُطَاعٍ﴾ في ملائكته ﴿ثَمَّ أَمِينٍ﴾ على الوحي.