وبناء على هذا المقياس الأعمى... فكلُّ الأنبياء في نظر عبدة الدنيا مجانين...ويؤكّد القرآن على الأرتباط الوثيق ما بين النبىّ (ص) وجبرائيل (ع): (ولقد رآه في الأفق المبين)، وهو "الأفق الأعلى" الذي تظهر فيه الملائكة، حيث شاهد رسول اللّه (ص) جبرائيل (ع).
وقد استدلّ بعض المفسّرين بالآية (رقم 7) من سورة النجم على التفسير أعلاه، والتي تقول: (وهو بالأفق الأعلى).
ولكننا نرى أنّ الآية مع بقية آيات السورة تتحدث عن حقيقة أخرى، فراجع إلى ما ذكرناه في تفسيرنا هذا.
وقال بعض: إنّ النبىّ (ص) قد رأى جبرائيل (ع) في صورته الحقيقية مرّتين، الأولى عند بداية البعثة النبوية المباركة، حيث ظهر له في الأفق الأعلى وقد غطى الشرق و الغرب حتى بُهر النبيّ بعظمة هيئته، والثّانية رآه عند معراجه إلى السماوات العُلى واعتبروا الآية المبحوثة إشارة لتلك الرؤيتين.
وثمّة من يذهب في تفسير الآية من كونها تشير إلى مشاهدة اللّه عزَّوجلّ بالشهود الباطني، (ولمزيد من الإيضاح، راجع ذيل الآيات ( 5 - 13) من سورة النجم).
﴿وَلَقَدْ رَآهُ﴾ رأى النبي جبرئيل على صورته ﴿بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ وهو الأعلى الشرقي.