وتتناول الآية التالية عرضاً لمرحلة القيامة الثانية، مرحلة تجديد الحياة وإحياء الموتى، فتقول: (إذا القبور بعثرت)... واُخرج الموتى للحساب.
"بعثرت": قلب ترابها وأثير ما فيها.
واحتمل (الراغب) في مفرداته: إنّ "بعثرت" تكونت من كلمتين، (بعث) و (اُثيرت)، فجاء المعنى منهما، كقولنا: "بسملة" من "بسم" ولفظ الجلالة "اللّه".
وعلى آيّة حال، فإننا نرى شبيه هذا المعنى قد ورد في سورة الزلزال: (وأخرجت الأرض أثقالها) أي الأموات (بناءً على المشهور من تفاسيرها)، وفي الآيتين (13 و14) من سورة النّازعات: (فإنّما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة).
وتوضح الآيات إنّ إحياء الموتى وإخراجهم من القبور سيكون مفاجئاً وسريعاً.
﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ قلب ترابها وبعث موتاها وجواب إذا.