وبعد ذكر نِعَم: "الأرائك"، "النظر"، "الإطمئنان والسعادة"...تذكر الآية التالية نعمة شراب الجنّة، فتقول: (يسقون من رحيق مختوم).
إنّه ليس كشراب أهل الدنيا الشيطاني، بما يحمل من خبث دافع إلى المعاصي والجنون، بل هو شراب طاهر يذكي العقول ويدب النشاط والصفاء في شاربه.
و"الرحيق" - كما اعتبره المفسّرين - : هو الشراب الخالص الذي لا يشوبه أيَّ غش أو تلوث.
و"مختوم": إشارة إلى أنّه أصلي ويحمل كلّ صفاته المميزة عن غيره من الأشربة ولا يجاريه شراب قطّ، وهذا بحدّ ذاته تأكيد آخر على خلوص الشراب وطهارته.
والختم بالصورة المذكورة يظهر مدى الإحترام الخاص لأهل الجنّة، حيث أنّ ذلك الإحكام وتلك الأختام مختصة لهم، ولا يفتحها أحد سواهم. (4)
(يسقون من رحيق) خمر خالصة (مختوم) على أوانيه صيانة له أو إكراما.