هذه حال جهنم حينما تراهم من بعيد، أمّا حالهم في نار جهنم فيصفها تعالى: (وإذا أُلقوا منها مكاناً ضيقاً مقرّنين دعوا هنالك ثبوراً).(2)
هذا ليس لأنّ جهنم صغيرة، فإنّه طبقاً للآية (30) من سورة ق (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) فهي مكان واسع، لكن أُولئك يُحصَرون مكاناً ضيقاَ في هذا المكان الواسع، فهم "يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط".(3)
كما أن كلمة "ثبور" في الأصل بمعنى "الهلاك والفساد"، فحينما يجد الإِنسان نفسه أمام شيء مخيف ومهلك، فإنّه يصرخ عالياً "واثبورا" التي مفهومها ليقع الموت عليّ".
﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا﴾ في مكان يضيق الزج في الرمح ﴿مُقَرَّنِينَ﴾ قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالأغلال ﴿دَعَوْا هُنَالِكَ﴾ في ذلك المكان ﴿ثُبُورًا﴾ هلاكا يقولون: وا ثبوراه.