ونصل مع القرآن إلى نتيجة ما تقدم من الذكر الحكيم: (إنّه على رجعه لقادر).
فالإنسان تراباً قبل أن يكون نطفة، ثمّ مرّ بمراحل عديدة مدهشة حتى أصبح إنساناً كاملاً، وليس من الصعوبة بحال على الخالق أن يعيد حياة الإنسان بعد أن نخرت عظامه وصار تراباً، فالذي خلقه من التراب أوّل مرّة قادر على إعادته مرّة اُخرى.
وقد ورد هذا المعنى في الآية (رقم 5) من سورة الحج: (يا أيّها النّاس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من تراب ثمّ من نطفة)، بالإضافة إلى الآية (67) من سورة مريم: (أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً).
﴿إِنَّهُ﴾ أي الخالق لدلالة الخلق عليه ﴿عَلَى رَجْعِهِ﴾ إعادته ﴿لَقَادِرٌ﴾ كما قدر على بدئه.