وبعد ذكر هاتين الصفتين (الربّ والأعلى)، تذكر الآيات التالية خمس صفات تبيّن ربوبية اللّه العليا: (الذي خلق فسوّى)
(سوّى) : من (التسوية)، وهي الترتيب والتنظيم، ويضم هذا المفهوم بين جناحيه كلّ أنظمة الوجود، مثل: النظام السماوي بنجومه وكواكبه، والأنظمة الحاكمة على المخلوقات في الأرض، ولا سيما الإنسان من حيث الروح والبدن.
أمّا ما قيل، من كونها إشارة إلى نظام اليد أو العين أو اعتدال القامة، فهذا في واقعه لا يتعدى أن يكون إلاّ بيان لمصداق محدود من مصاديق هذا المفهوم الواسع.
وعلى أيّة حال، فنظام عالم الخليقة، بدءاً من أبسط الأشياء، كبصمات الأصابع التي أشارت إليها الآية (رقم 4) من سورة القيامة (بلى قادرين على أن نسوّي بنانه)، وانتهاءً بأكبر منظومة سماوية، كلها شواهد ناطقة على ربوبية اللّه سبحانه وتعالى، وأدلة إثبات قاطعة على وجوده عزّوجلّ.
﴿الَّذِي خَلَقَ﴾ كل شيء﴿فَسَوَّى﴾ خلقه بجعله مستعدا للكمال اللائق به.