ففي الإجابة: (قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء).
فليس فقط أنّنا لم ندعهم إلى أنفسنا، بل إنّنا كنّا نعترف بولايتك وربوبيتك، ولم نقبل غيرك معبوداً لنا ولغيرنا.
وكان سبب انحراف أولئك هو: أنّ الله تعالى رزقهم الكثير من مواهب الدنيا و نعيمها فتمتعوا هم وآباءهم وبدلا من شكر الله تعالى غرقوا في هذه الملذات ونسوا ذكر الله: (ولكن متعتهم وآباءَهم حتى نسوا الذكر) ولهذا هلكوا واندثروا (وكانوا قوماً بوراً).
﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ﴾ تعجبا مما قيل لهم لأنهم ملائكة وأنبياء معصومون أو جمادات عجزة أو إيذانا بأنهم الموسومون بتسبيحه فكيف يليق بهم أن يضلوا عباده أو تنزيها لهم عن الأنداد ﴿مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا﴾ يصح ﴿أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء﴾ نتولاهم ونتعبدهم ﴿وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ﴾ بأنواع النعم ﴿حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ﴾ تركوا ذكرك أو القرآن وتدبره ﴿وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا﴾ هالكين.